افتراض وجود كوامن نفسية عميقة في لا وعي الأديب: مهما حاول الأديب المبدع كبتها وإخفائها فإنّها تظل تلوح بلا شك على سطح النص فتتراءى من خلال رموز لفظية وإزاحات ووقفات، وتحليل النص وفهمه على النحو الصحيح لا يكون إلا بالكشف عن تلك المكامن النفسية التي يتضمنها النص.[٦]
المهارات الناعمة النجاح وفقًا للثقافة العربية: مفهوم النجاح وكيفية تحقيقه
في هذا المقال، سنتعرف على بعض الاستراتيجيات التي يمكننا استخدامها للتعامل مع النقد والتقييم السلبي بشكل فعال.
لا تقتصر مهام الناقد النفسي على تتبُّع أثر واحد بارز في حياة الأديب المبدع، فالأثر الواحد قد لا يكون كافيًا للكشف عن الأثر النفسي الذي يخطه اللاوعي في حياة الأديب، كما أنه لا يمكن للناقد أن يكشف عن الخصائص السيكولوجية التي يتسم بها الأديب بشكل دقيق من خلال أثر معين، لذلك يجدر بالناقد النفسي تتبُّع كافة الآثار والنتاجات الأدبية التي ابتدعها الأديب ومحاولة الوقوف على النقاط المشتركة التي توحي بافتعال الأثر النفسي في العمل الأدبي.[٨]
ختاماً... ليس المنتقد فقط هو المسؤول عن تحويل النقد إلى فائدة، بل الذي يتلقى الانتقاد يلعب دوراً كبيراً في تحويل الملاحظات إلى نقد بنَّاء، وذلك من خلال التخلي عن الغرور والعدائية والتفكير بهدوء بالملاحظات ليستفيد منها بالشكل الأمثل، وذلك سيعود على العمل كله بالفائدة أيضاً.
من الناحية التاريخية، تشير الأبحاث التي نشرتها مطبعة جامعة كامبريدج إلى أنّ هذه التقييمات أشبه ما تكون بإجراءات عمل تتضمن تقديم ورقة التقييم مصحوبة ببعض المحادثات المربكة التي يخشى الطرفان خلالها الإفصاح عن رأيهما بصراحة، ويعطي اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣديرين ﻣوظفيهم ﺗﻘﯾﯾماً "
لإلقاء عرض مقنع وفعال. اكتساب هذه المهارة سيساعدك في بناء وتقديم عروض تثير الاهتمام وتعزز فرص نجاحك في المجال الذي تعمل فيه.
لا تتعلق المشكلة بالنظام المتبع في العمل فحسب، بل يقع اللوم أيضاً على الموظفين؛ حيث أنّهم يستخدمون استراتيجيات مختلفة لإبعاد اللوم عن أنفسهم حتى لو كان الانتقاد منطقياً وبنّاءً ومن مصدر موثوق (أي مديرك)، ومن هذه الاستراتيجيات:
إنّ الوعي أمرٌ بالغ الأهمية في السيطرة على المشاعر السلبية. لذا، مجرد معرفة دافعك ستفيدك في المرة التالية التي تطغى فيها مشاعرك على عقلك عند انتقاد شخص لك. أخبر نفسك أن كل ما تشعر به هو مجرد رد فعل تلقائي من جرّاء (كبريائك، شعورك بالإحراج، خوفك من الرفض، إلخ).
ثالثاً، يجب أن نتعلم كيف نتعامل مع النقد والتقييم السلبي بشكل بناء ومحترم. يجب أن نتجنب الرد بطريقة عدائية أو عدم احترام الآخرين.
بدلاً من ذلك، يجب أن نعبر عن امتناننا للشخص الذي قدم لنا النقد ونعبر عن استعدادنا للتحسين والتطور. يمكننا أيضاً طرح أسئلة لفهم أفضل للنقد والتقييم وللوصول إلى حلول بناءة.
النقد والتقييم السلبي: “تحوّل النقد إلى فرصة للتطور والتحسين”
قد تغيب هذه النقطة عن بال الكثيرين، حيث يعتبر أغلب الناس أنَّ النقد الهدَّام هو تفنيد الصفات السلبية أو الانتقاد بطريقة جارحة وفجَّة، بينما تكفي الكلمات الإيجابية والمديح لتجعل من النقد بنَّاءً! لكن للأسف هذا اعتقاد خاطئ ومنقوص في مكان ما، فاختيار كل ما تريد معرفته الكلمات الإيجابية والموافقة على كل الأقوال والأفعال دون دراية -أو رغبة بالتملق- لا يمكن اعتبارها نقداً بنَّاءً بل على العكس، فإذا طلب منك صديقك رأيك في قصيدة كتبها، وقلت له أنَّها رائعة وبديعة في حين أنَّها لم تكن كذلك؛ فأنت تؤذيه وتغذي لديه ملكة الغرور التي قد تمنعه من التعلم والتطور، الأصح أن تخبره بموضوعية وبحدود خبرتك عن مواطن الضعف ومواقع القوة في النص الذي كتبه، لذلك لا بد من الانتباه أن النقد السلبي من وجوهه النقد الذي يتبع أسلوب المجاملة والكلام الناعم.
على الرغم من أنّ كلا نوعي الانتقاد قد يزعزعان ثقتك بنفسك لأنّهما يضعانك في مواجهة حقيقة مهاراتك وشخصيتك فإنّ النقد الهدّام هو في الغالب هجوم شخصي، ففي بعض الأحيان يكون متعمداً، وفي أحيانٍ أخرى يكون ناتجاً عن فقدان اللباقة. وأياً كان السبب ستعرف أنّه نقد هدّام إذا كان يشير فقط إلى عيوبك، أمّا النقد البنّاء فإنّه يشتمل على اقتراحات حول كيفية تحسين نفسك. المشكلة المصاحبة لتقييمات الموظفين والإجراءات المؤسسية المعتادة لتقديم التغذية الراجعة من المفترض أن تكون تقييمات الأداء فرصة جيدة لمعرفة رأي مديرك حول عملك.
Comments on “The Definitive Guide to النقد في العمل”